الكاتب : غسان كنفاني
غسان كنفاني ، فلسطيني الجنسية من مواليد سنة 1936 م ، ولد في مدينة عكا في
فلسطين ، وبعد أن سقطت مدينة عكا عام 1948 م ، نزح هو وعائلته مثل باقي الفلسطينين
الذين هاجروا قسراً ، عاش في سوريا حيث أكمل دراسته في جامعة دمشق وحصل على شهادة
البكالوريس من كلية الأدب العربي هو المؤسس لصحيفة " الهدف " الذي عمل
رئيسا لها حتى تاريخ استشهاده عام 2719م على يد المخابرات الإسرائيلية ، عندما
وضعوا له لغماً في سيارته . كان غسان كنفاني مؤمناً بنضال الشعب الفلسطيني وحقه في
الأرض ، وركز في أدبه على معاناة الشعب الفلسطيني وكانت معظم قصصه عبارة عن قصص
مستوحاة من الواقع ، لذلك اعتبر أن العمل الصحفي هو طريق من طرق الكفاح لاسترجاع
الحق ، واعتبره سلاحا للدفاع عن الحقوق .
فيديو يشرح رواية رجال في الشمس
ملخص رواية رجال في الشمس
لغسان كنفاني
مع شخصيات الراوية : لا بد من الدخول في توضيح شخصيات الرواية حتى نستطيع توضيح
رمزيتها للقارئ كما عرضها منير عتيبة في مقاله له في موقع الإسلام وان لاين .·
ابو
القيس .. البحث عن شجرات الزيتون ..!!
"
أبو القيس " هو أول الشخصيات التي تعرضها
الرواية ، رجل فقد بيته وشجرات الزيتون التي يملكها وأصبح يعيش مع زوجته الحامل وابنه
الصغير في المخيمات ، لايجرؤ على التفكير في السفر للكويت حيث سافر الكثيرون وعادوا
بالأموال التي حققوا بها أحلامهم الخاصة، " أبو
القيس " رجل عجوز يخرج مضطراً ولا يأمل كثيراَ في النجاح أو العودة
الظافرة ، لكنه يستجيب للضغط الذي يمارسه عليه أحد العائدين الأغنياء وحالة الفقر
المدقع (الشديد)التي يعانيها هو وأسرته ، فيودع زوجته وابنه ويسافر إلى العراق محاولاً
أن يجد فرصته ليهرب عبر الحدود العراقية الكويتية من البصرة إلى الكويت ليحصل على
النقود التي يبني بها بيتاً وشجرات زيتون
جديدة .
· أسعد
.. المطارد ..!!
أما
الشخصية الثانية في الرواية فهو "أسعد"
وهو شاب مناضل تطارده السلطات بسبب نشاطة السياسي : لكنه يحاول الهرب إلى العراق
بمساعدة أحد أصدقاء والده القدامى ، ذلك الصديق الذي يسلبه عشرين ديناراً ويتركه في
منتصف الطريق واعدًاً إياه بشرفه أن يقابله بعد المرور على نقاط التفتيش ، ولايفى
بوعده ، فيفقد أسعد ثقته في البشر جميعاً ، لكنه يستطيع الوصول للعراق مصمماً على
عبور الحدود إلى الكويت ليستطيع أن يكون ثروة يرد بها الخمسين ديناراً التي أقرضها
له عمه ليبدأ بها حياته ويتزوج ابنة عمه التى لا يحبها لكنها خُطِبَت له يوم
مولدها .
·
مروان
.. الغوص في المقلاه ..!!
أما
"مروان " فهو فتى في المرحلة
الثانوية يضطر لترك المدرسة والذهاب إلى البصره ليدخل إلى الكويت بمساعدة المهربين
حتى يعمل وينفق على أمه وإخوته الصغار .. أخو "مروان "يعمل بالكويت , وكان يرسل إلى الأسرة
مايكفيها ، لكنه تزوج وتوقف عن إرسال النقود ، بل أرسل رسالة إلى "مروان" يقول له فيها : لا أعرف معنى أن أظل أنا
أعمل وأنفق على الأسرة بينما تذهب أنت إلى المدرسة السخيفه التى لاتعلم شيئا ..
اترك المدرسة وغص في المقلاه مع من غاصوا ..!! وبسبب توقف إسمنتي ، فيهرب بذلك من مسئولية
أسرته ، ويحقق حلمه بالحياه في بيت له سقف بدلاً من خيام اللاجئين ، ويؤجر حجرتين
ويسكن هو وزجته الجديد في الحجرة الثالثة.
·
أبو
الخيزران .. القيادة العاجزة الإنتهازية
..!!
يرفض
الثلاثة التعامل مع المهرب المحترف الذي يصر على أخذ خمسة عشر ديناراً مقدماً من
كل فرد ؛ لأنهم يعرفون أن الدليل يكمن أن يتركهم في منتصف الطريق ويهرب
ويلتقون
بالشخصية الرئيسية الرابعة في الرواية " أبو
الخيزران " وهو مهرب يعمل مع تاجر كويتي كبير اسمه " الحاج رضا"، ويقبل "أبو الخيزران " أن يهربهم مقابل عشرة دنانير من
كل منهم بعد الوصول إلى الكويت ( ويعقد اتفاقاً سريا مع مروان على أن يأخذ منه
خمسة دنانير ) في سيارة الحاج رضا التي لاتفتش؛ لأن جميع رجال الحدود يعرفونها
ويعرفون الحاج رضا ، وهم أصدقاء للسائق نفسه.
· "أبو الخيزران "سائق ماهر ، عمل في الجيش
البريطاني ، وعمل مع الفدائيين فأصيب بقنبلة أفقدته رجولته وأعطته كل مرارة العالم
، فكرفي نفسه ، وجعل كل طموحه في تكوين ثروة يعيش بها في هدوء و سكون بعد عمر من
الحركة التى لاتهدأ ، كان يشعر أنه فقد أهم شيء في حياة الرجل من أجل الوطن ، لكن
الوطن لم يرجع ، رجولته التي فُقِدَت إلى الأبد .
أما
السيارة فهي سيارة نقل مياه قديمة متهالكة وبها خزان ضخم فارغ هو ماسيختفي فيه
أبطال الرواية الثلاثة ليعبروا نقطتي الحدود العراقية والكويتية .
·
الرحلة
الرهيبة ..!!
يقدم
غسان كنفاني شخصية " أبو الخيزران "
كنموذج للقيادة العينية الانتهازية التي تدَّعى التفكير في المجموع في حين أنها
تسعى إلى مصالحها الشخصية مهما تأذي الآخرون .يتفق
" أبو الخيزران " مع الثلاثة أن يبقى
اثنان فوق الخزان ويجلس معه الثالث ، وهكذا بالتبادل طول الطريق في صحراء ترسل
شمسها شواظاً من لهيب قاتل ، وقبل أن يصلوا إلى نقطة الحدود بخمسين متراً يدخلون
الخزان ، وعليه أن ينهى الإجراءات فيما لا يزيد على سبع دقائق ، ثم يسرع بالسيارة
ليخرجهم من الخزان بعد 50 متراً من نقطة الحدود .
· الأكذوبة
.. والموت ..!!
وتنجح
الخطة في نقطة الحدود العراقية ، يختبئون في الخزان ، ويكادون يختنقون ، لكن الأمر
رغم الجهد يمر بسلام ، وعند الاقتراب من نقطة الحدود الكويتية يستعدون لأخذ مايسميه
"أبو الخيزران " بالحمام التركي ، ويلقون عليه جهنم ، لكن موظفا عابثا يعطل
"أبو الخيزران " ويصر أن يحكي له
السائق مع الراقصة العراقية "كوكب" التي
تحبه لدرجة العبادة بسبب فحولته كما حكى له الحاج رضا (!!) .. ورغم المفارقة المؤلمة في حكايته الخيالية فإن
تلك الأكذوبة تكون السبب في موت الثلاثه اختناقاً في خزان المياه بسبب تأخر " أبوالخيزران "عليهم .
لماذا لم تدقوا الجدران ..؟!
يفكر
أبو الخيزران في إلقاء جثثهم في الصحراء لكنه يتراجع حتى لاتنهشها الضواري ويقرر
أن يلقى بها فوق أول مزبله يقابلها على الحدود ليسهل اكتشاف الجثث ويتم دفنها ،
وبعد أن يُلقي بهم فوق المزبلة ويسير قليلاً .. يعود ليجردهم من الساعات والأموال
.. وينطلق بسيارته مبتعدًا وهو يتساءل بدهشة :
لماذا لم تدقوا جدار الخزان ؟
وتردد
الصحراء النداء الذي يؤكد سلبيتهم في
مواجهة الموت ؛ فهم حتى لم يدقوا جدران الخزان ليتم إنقاذهم حتى ولو سجنوا فهذا
أهون من الموت .
·
يدين غسان
كنفاني في الرواية كل الأطراف التي تسببت في نكبة فلسطين ؛ القيادة العاجزة ؛
والقيادة الخائنة ؛ والشعب المستسلم ، والذين تخلوا عن الأرض ليبحثوا عن خلاصهم
الخاص !!